تركيا تستهدف “العمّال الكردستاني” في الداخل والخارج

2


وبعد سنواتٍ من الهدوء، عاوَد حزب العمّال الكردستاني، الذي تصنّفه أنقرة على أنه تنظيم إرهابي، استهداف مناطق في الأراضي التركية عبر انتحاريين، وهذه المرة كانت وزارة الداخلية هي نقطة الاستهداف.

ويرى محللون سياسيون أن الهدف من هذا الهجوم محاولة إثبات وجودٍ من التنظيم الذي يتلقّى ضربات قوية في معاقله بجبال قنديل على الحدود مع العراق.

وأعلنت وزارة الداخلية، الإثنين، التعرف على هوية أحد منفّذي هجوم أنقرة من خلال تحليل الحمض النووي.

وذكرت الداخلية التركية أن أحد منفّذي هجوم أنقرة هو حسن أوغوز، الملقّب بكانيفار إردال، وهو عضو في حزب العمال الكردستاني، وجاري التعرف على هوية الإرهابي الآخر.

رد الجيش التركي

ردا على الهجوم، أعلنت وزارة الدفاع التركية، مساء الأحد، تنفيذ ضربات جوية في شمال العراق، أسفرت عن تدمير 20 هدفا لحزب العمال الكردستاني.

وأوضح البيان الصادر عن وزارة الدفاع، أن الجيش التركي كثّف ضرباته الجوية على قواعد حزب العمال الكردستاني في جرة وهاكورك ومتينا وقنديل بشمال العراق.

قبل 3 أسابيع، استهدف هجوم للجيش التركي مقرات لحزب العمال الكردستاني. ومطلع سبتمبر الماضي، قال مسؤول أمني عراقي كردي في مدينة أربيل، إن طائرات تركية مسيّرة شنّت غارات متفرّقة، على مقرات لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، أدت إلى اندلاع حرائق وسماع أصوات انفجارات ثانوية.

وتقع جبال قنديل على بعد 150 كيلومترا شمالي أربيل، ويأوي مقرات لحزب العمال الكردستاني المناوئ لأنقرة، والذي يتخذ من بلدات حدودية عراقية مجاورة للأراضي التركية معقلا رئيسيا له.

لماذا عادت هجمات “العمال الكردستاني”؟

المحلل السياسي التركي، جواد غوك، يقول إنّ هذا الهجوم يأتي ضمن سياسة إثبات الوجود من جانب حزب العمال الكردستاني المصنّف على قوائم الإرهاب، بعد الضربات القوية التي يتلقّاها من الجيش التركي في شمال سوريا، وأماكن تمركزه في العراق.

وأضاف غوك، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الحزب يحاول إيصال رسالة مفادها أنهم أقوياء وقادرون على تنفيذ ضربات في عمق العاصمة أنقرة واستهداف مقر وزارة الداخلية.

وكشف أنّ هذا الهجوم ربما يكون إشارة لعودة الحزب لتنفيذ هجمات إرهابية بعد الفشل في التسلل إلى الأراضي التركية عبر الحدود السورية والعراقية.

بدوره، يقول المحلل السياسي التركي هشام غوناي، إن هذه التنظيمات الإرهابية تكون لها أجندة لتنفيذ تلك الهجمات كنوعٍ من الدعاية لتجنيد شباب جدد في صفوفها، وأنها ما زالت قوية رغم الضربات التي تتعرّض لها، وقادرة رغم الصعوبات الأمنية على تنفيذ هجمات في قلب العاصمة.

أضاف غوناي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن اختيار مكان الحادث الإرهابي وقربه من البرلمان ووزارة الداخلية له دلالات ورسائل يحاول التنظيم تمريرها إلى أنصاره، وهناك سبب آخر وهو الرد على العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي وتلحق به أضرار كبيرة.

ماذا حدث في أنقرة؟

  • فجّر انتحاري عبوة ناسفة في قلب العاصمة أنقرة، الأحد، قبل ساعات من عودة البرلمان للانعقاد عقب العطلة الصيفية، كما قتل مهاجم ثانٍ في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
  • قال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، إن شرطييْن أصيبا بجروح طفيفة خلال الهجوم الذي وقع قرب مقر وزارة الداخلية.
  • أشار كايا إلى أن المهاجميْن وصلا إلى مكان الحادث على متن سيارة تجارية خفيفة.
  • وقع التفجير في حي يضم مقار عدد من الوزارات، إضافة إلى البرلمان.