التصعيد بغزة يشتت الناتو.. انقسام بين دعم أوكرانيا وإسرائيل

3


يأتي ذلك في الوقت الذي تتجه الأنظار إلى الخيارات التي يمكن للحكومة الإسرائيلية اللجوء إليها بعد التعرض للهجوم الذي شنته حماس صباح السبت، وهو الأعنف على إسرائيل منذ حرب لبنان عام 2006.

لمن يذهب الدعم؟

نشرت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية تحليلا للموقف الراهن داخل الناتو، قائلة إنه من الدعم العسكري الجديد من البيت الأبيض لإسرائيل إلى الاجتماعات الطارئة عبر العواصم الأوروبية، إلى استجابة الاتحاد الأوروبي المتعثرة للأزمة، يتصارع حلفاء الناتو مع شعور متجدد بالإلحاح بشأن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، بعد أن أدت هجمات حماس المفاجئة إلى تعهد الحكومة الإسرائيلية بـ”الانتقام الكامل” في قطاع غزة.

يمثل التوقيت مصدر إزعاج للأوكرانيين الذين يهدفون إلى حشد المزيد من الدعم من دول الناتو في الاجتماع الأول لوزراء الدفاع عقب قمة قادة الحلف في يوليو الماضي، والتي شهدت تعهدات واسعة بدعم أوكرانيا على المستوى الأمني والعسكري.

أقر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، أولكسندر ميريزكو، بـ”المخاوف” بين مواطنيه بشأن ما إذا كان بإمكان الغرب الاستمرار في التركيز على الاجتياح الروسي، مع التعامل أيضا مع الوضع في الشرق الأوسط.

تؤكد التقارير الغربية أنه من المقرر أن يحظى وزير الدفاع الأوكراني الجديد رستم أوميروف، بمساحة أكبر من الاهتمام خلال مناقشات الناتو، بيد أنه من المتوقع كذلك أن يتطرق النقاش إلى وضع إسرائيل في خضم ضرباتها المكثّفة ضد حماس.

وأوضح دبلوماسي بحلف الناتو أنهم يتوقعون اهتماما قويا بما ذكره وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بشأن دعم إسرائيل، في الوقت الذي أشار دبلوماسي ثانٍ: “سأكون مندهشا إذا لم يتم ذكر الوضع في الشرق الأوسط في الاجتماع”.

قبل أسبوع واحد فقط من هجوم حماس، زار رئيس اللجنة العسكرية للناتو، الأدميرال روب باور، إسرائيل حيث التقى الرئيس إسحاق هرتسوغ والمسؤولين العسكريين، كما زار معبر غزة الحدودي.

وفي الوقت الذي أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة يمكنها التعامل مع أزمتين إقليميتين في نفس الوقت، فإن بعض الأصوات شككت في الدعم القوي المقدم لأوكرانيا، إذ دعا عضو مجلس الشيوخ الجمهوري جوش هاولي، إلى “إعادة توجيه أي تمويل لأوكرانيا إلى إسرائيل على الفور”.

لكن السفيرة الأميركية لدى حلف شمال الأطلسي جوليان سميث أكدت للصحفيين إنه فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان الدعم الأميركي لإسرائيل يمكن أن يأتي على حساب الدعم الأميركي لأوكرانيا فإن “واشنطن لا تتوقع أي تحديات كبيرة في هذا الصدد”.

أضافت سميث: “أظن أن الولايات المتحدة ستكون قادرة على الاستمرار في التركيز على شراكتنا والتزامنا بأمن إسرائيل، مع الوفاء أيضا بالتزاماتنا ووعدنا بمواصلة دعم أوكرانيا وهي تدافع عن أراضيها”.

قبل اجتماع الناتو بوقت قصير، تواصل وزير الدفاع الأوكراني مع نظيره الهولندي كاجسا أولونغرين بشأن “الاحتياجات العاجلة” لأوكرانيا لأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ بعيدة المدى والمدفعية.

دعم ثابت

يعتقد مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الناتو سيحافظ على دعمه الثابت إلى أوكرانيا، جنبا إلى جنب مع التعهد بدعم أمن إسرائيل في الوقت الراهن.

وشدد ألبيركي على أن “دعم الحلفاء إلى أوكرانيا مستمر بفضل القدرات الكبيرة التي تتمتع بها الدول الأعضاء بالناتو، خاصة أن الحرب مع روسيا لا تزال مستمرة، ولن تنتهي إلا إذا انسحبت روسيا، لكن من غير المرجح أن يقوم بذلك الرئيس بوتين في أي وقت قريب”.