الأسواق تميل نحو تقييمات أكثر توازناً للمخاطر الجيوسياسية

2


سيطر هدوءٌ نسبيٌ على تفاعل الأسواق مع العاصفة الجيوسياسية التي انطلقت شرارتها الأولى يوم السابع من شهر أكتوبر الجاري ولاتزال نيرانها تتصاعد وسط سيناريوهات أكثر خطورة، في ضوء تفاقم التوترات بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل.

شهدت الأسواق خلال تلك الفترة تذبذبات واضحة، وفيما يتعلق بالأصول، لم ترتق تلك التذبذبات إلى اتجاه هبوطي عنيف أو حاد بشكل مستمر للأسهم على سبيل المثال، والتي تلقت “الصدمة الأولى” في عديد من أسواق المنطقة ثم عاودت الارتداد بصور متباينة ونسبية.

كما عبّرت أسعار النفط عن تلك الحالة كذلك ما بين ارتفاعات وانخفاضات، مرهونة بالسيناريوهات المرتقبة، بدءاً من سيناريو الاجتياح البري من جانب إسرائيل لقطاع غزة، ووصولاً للسيناريو الأكثر خطورة والمرتبط بتوسع رقعة التصعيد بانضمام أطراف أخرى، وبما يشكله ذلك من تهديدات واسعة.

ويعود الكاتب بالذاكرة عند رد فعل الأسواق على عديد من الأزمات، من بينها هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة وكيف أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 انخفض 12 بالمئة (..) لكن تلك المرحلة مرت بسرعة (..). كما يستشهد في الوقت نفسه بالأزمات الجيوسياسية التي عرفها العالم منذ الحرب العالمية الثانية (ومنها 16 حادثاً في منطقة الشرق الأوسط) وكيف تأثر المؤشر المذكور منخفضاً في المتوسط بـ 4 بالمئة، لكنه يتعافى تماماً في 33 يوماً.

ويضيف إنه “بعد عمليات البيع المتسارعة الأولية، عادة ما تتعافى السوق”، مشدداً على أن “عمليات البيع المكثفة في السوق بشأن الصراع الأخير في قطاع غزة أقل إثارة للدهشة حتى الآن مما كانت عليه بشكل عام.. بينما القلق الأكبر هو ارتفاع أسعار الفائدة”.