ت + ت – الحجم الطبيعي
كشفت وثائق وتصريحات لفريق عمل هاتف آيفون في نسخته الأولى عام 2007، والذي كان أيقونة تكنولوجية يتحاكى بها التاريخ، أن الجهاز الذي كان في يد القائد التاريخي لأبل ستيف جوبز، لم يكن حقيقياً، وأن عرض جوبز كان مسرحياً وملفقاً، حيث لم يكن الجهاز قد اكتمل فعلياً من جوانب الهارد وير وواجهة النظام، وتم إعداد العديد من جوانب العرض كي لا تظهر المشكلات الحقيقية التي عانى منها الجهاز على أرض الواقع، والتي منعت اكتمال تصنيعه وقت العرض.
ووفقاً لـ«ياهو فاينانس»، أصر جوبز على عرض حي، ولضمان نجاح خطته الطموحة، وضع فريق تطوير أبل مسارًا معد مسبقاً وخطوات مدروسة من الإجراءات مصممة لتقليل مخاطر ظهور الأعطال الحقيقية أثناء العرض، لكون واجهة النظام وبعض الأمور التشغيلية لم تكن قد اكتملت إعدادتها وقت خروج جوبز إلى العلن للكشف عن جهاز آيفون.
كما طلب جوبز أن تظهر أيقونة الشبكة معطية علامة القوة الكاملة للإشارة دائمًا، بغض النظر عن جودة الإشارة الفعلية، وذلك لعرض قدرات الهاتف اللاسلكية بشكل مقنع.
عقبة أخرى
وواجهت الشركة قبل الصعود على المسرح أيضاً عقبة أخرى كبيرة، وتمثلت في الذاكرة المحدودة للآيفون بحجم 128 ميغابايت، غير كافية لتشغيل تطبيقات ثقيلة غير منتهية، ولتجاوز ذلك، استخدم جوبز عدة أجهزة على المسرح، وبادل بينها بخفة يد لإدارة قيود الذاكرة.
وقضى جوبز خمسة أيام في تكرار العرض، وفي يوم العرض، وعلى الرغم من ارتفاع مخاطر الفشل التقني، أكمل جوبز العرض المستمر لمدة 90 دقيقة دون أي مشاكل ظاهرة، في إنجاز يعتبر تقريبًا معجزة من قبل الذين كانوا على دراية بالتحديات الخلفية.
يذكر أن أبل أحاطت المشروع بالسرية التامة، حتى أن القائمين على جهاز آيفون من مهندسين وعمال، وقعوا على عدة اتفاقيات سرية، واختفوا في مناطق ذات حماية عالية للعمل على ما كان يُعتبر داخلياً مشروعًا ذا هدف كبير. هذا البيئة المكثفة أدت إلى وضع عالٍ من التوتر حيث ذُكر أن المهندسين والمديرين كانوا يستهلكون الكحول ويتسكرون أثناء العرض لتهدئة أعصابهم، وهم يدركون تمامًا هشاشة الجهاز ووجود “عيوبٍ كثيرة” فيه. كما واجه الآيفون الأصلي تحديات تصميمية، وكان جوبز ورئيس تصميم أبل جوني إيف في البداية يتصورون أن آيفون مصنوعًا بالكامل من الألومنيوم المصقول، ولكن تم تعديل هذا فيما بعد بسبب مخاوف من تداخل موجات الراديو.
خلف الكواليس
وعندما صعد جوبز إلى المسرح في 9 يناير 2007، رأى العالم عرضًا واثقًا لهاتف ثوري، ولكن خلف الكواليس، كانت الأمور مختلفة تمامًا، حيث كانت عملية التطوير صاخبة، مليئة بالخلافات وارتفاع نسبة التحول بين المهندسين.
الجهاز الذي تم عرضه على المسرح كان نموذجًا ناقصًا، بدون أي ضمان للاستقرار. كان العرض الخالي من العيوب الذي قدمه جوبز سلسلة مدروسة من المهام المصممة بعناية لتجنب أي انهيار للنظام، على الرغم من الفوضى الخلفية والقيود التقنية، كان العرض ناجحًا، مما يشكل نقطة مهمة في تاريخ التكنولوجيا ويضع المسرح لتأثير الآيفون الضخم على صناعة الهواتف الذكية.