رئيس البرازيل يحمل “رئة العالم” إلى قمة المناخ في شرم الشيخ

3


وتأتي مشاركة دا سيلفا، الإثنين، تلبية لدعوة رسمية تلقاها، الأسبوع الماضي، من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إدراكا لأهمية الدور الذي تلعبه البرازيل في مجال مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، التي أصبحت تشكل التهديد الأخطر من نوعه لمستقبل الأرض، وفقا لما تظهره، تباعا، كافة تقارير الهيئات الدولية المتخصصة في رصد وتحليل إشكاليات تغير المناخ بمختلف أرجاء الكوكب.

ما هو سر الأمازون؟

يرى الخبراء أن غابات الأمازون المطيرة تشكل “الرئة الخضراء” للأرض، كونها تحتوي على أكبر تنوّع بيولوجي في العالم، وفقا للحيثيات التالية:

  • تنتج الغابات كميات هائلة من المياه، ليس فقط للبرازيل وإنما لأميركا الجنوبية بأكملها.
  • تنقل “الأنهار الطائرة” في الأمازون، الرطوبة إلى مناطق واسعة في أنحاء البرازيل.
  • “الأنهار الطائرة” هي عبارة عن كتل هوائية مشبعة ببخار الماء، تنشأ نتيجة للتبخر المرتبط بأشجار الغابات في الأمازون.
  • ينجم عن هذه السحب، هطول الأمطار في بوليفيا وباراغواي والأرجنتين وأوروغواي وتشيلي.

ما هو سر الشجرة الأمازونية؟

وفقا لدراسات معهد الأبحاث الحكومي “INPA”، فإنه يمكن لشجرة واحدة يبلغ قطرها 10 أمتار، توفير أكثر من 300 لتر من المياه يوميا، عبر بخار تطلقه في الغلاف الجوي، مما يشكل أكثر من ضعف ما يستهلكه أحد المواطنين البرازيليين في اليوم الواحد.

ومن بين مزايا غابات الأمازون الأخرى:

  • توفير ما يقرب من خُمس المياه العذبة التي تصب في المحيطات.
  • تخزن ما يتراوح بين 90 إلى 140 مليار طن من الكربون، وتساعد بذلك على استقرار المناخ العالمي.
  • تمثل 10 بالمئة من إجمالي الكتلة الحيوية لكوكب الأرض.
  • إزالة أشجارها من أجل تحويل مساحتها لأراضٍ تُستخدم للزراعة ينتج عنها إطلاق غازات دفيئة في الغلاف الجوي، وتزعزع استقرار المناخ.

النباتات العلاجية

وذكرت دراسة أجرتها جامعة “ABC” في ساو باولو، أن استخدام ما يسمى بـ”مخلب القط”، وهي نبتة موطنها غابات الأمازون، لا يقتصر على علاج التهاب المفاصل والعظام فحسب، بل يمكن استخدامها أيضا في التقليل من التعب وتحسين نوعية حياة مرضى السرطان في المراحل المتقدمة.

كما أن أنواع النباتات التي تستوطن غابات الأمازون مهمة لإنتاج الأطعمة وغيرها من لوازم الحياة اليومية، فضلا عن أنها توفر أكثر من 10 آلاف صنف من النباتات، تستخدم كمكونات فعالة في مجالات الطب ومستحضرات التجميل والمكافحة البيولوجية للآفات.

بين البيئة والسياسة

يذكر أن مارينا سيلفا، وزيرة البيئة البرازيلية السابقة والمرشحة المحتملة للمنصب نفسه في عهد الرئيس دا سيلفا، قالت في رسالة وجهتها، السبت، إلى قمة المناخ المنعقدة في شرم الشيخ: “لقد عادت البرازيل، بالنسبة لحماية غابات الأمازون المطيرة، الأكبر في العالم، والحاسمة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري“.

وبحسب وكالة “أسوشيتد برس” التي نقلت فحوى الرسالة، فإن انتخاب الرئيس اليساري دا سيلفا، مؤخرا، “يشكل تحولا كبيرا في كيفية إدارة البرازيل للغابات، مقارنة بالرئيس المنتهية ولايته جايير بولسونارو”.

ونقلت الوكالة عن الوزيرة السابقة قولها: “إن حضور دا سيلفا إلى القمة، قبل شهر من توليه السلطة في الأول من يناير المقبل، كان مؤشرا على التزام إدارته بحماية الغابات والاضطلاع بدور قيادي في مكافحة تغير المناخ”.

كما أشارت إلى أنها “اقترحت إنشاء هيئة حكومية للتركيز على تغير المناخ”، موضحة أن “الفكرة ستكون تنظيما وثيقا للتغيرات المناخية، حتى يمكن معالجة الأمور في الوقت الفعلي، مثل تسرب غازات الاحتباس الحراري، أو نقاط الضعف في سياسة المناخ”.

يذكر أن دا سيلفا، قال خلال اجتماع عقده، السبت، مع نواب في العاصمة برازيليا: “سأسافر إلى مصر يوم الإثنين، وسأجري محادثات مع زعماء العالم في يوم واحد أكثر مما أجراه جايير بولسونارو في 4 سنوات”.