بعد قمة العشرين.. هل يخفت توتر العلاقات بين الصين والغرب؟

1


حملت القمة في طياتها مجموعة من اللقاءات بين القادة المشاركين، على رأسها لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، نظيره الصيني شي جينبينغ.

  • دام اللقاء لـ3 ساعات متواصلة أذاب جليد العلاقات بين واشنطن وبكين، والتي شهدت قلاقل عديدة على مدار الشهور الماضية، خاصة ما تعلق بأزمة تايوان.
  • اللقاء أول اجتماع حضوري وجها لوجه بين زعيمي أكبر اقتصادين في العالم منذ 3 سنوات.
  • أعربت الخارجية الصينية عن أملها في أن تتمكن الولايات المتحدة من “التلاقي مع الصين في منتصف الطريق”، لتعزيز التعاون متبادل المنفعة بين الجانبين.

كانت تلك النغمة الدبلوماسية الناعمة حاضرة كذلك خلال الاجتماع “الاستثنائي” الذي جمع الرئيس الصيني مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، بأوّل قمة رسمية يعقدها البلدان منذ أكثر من 5 سنوات.

 لقاء شي وألبانيزي بعد عداوة استمرت 5 سنوات وخيّمت على العلاقات التجارية وأدت إلى تجميد اجتماعات عالية المستوى.

  • دعا شي إلى تحسين العلاقات مع أستراليا وتطويرها “إذ إن ذلك يتوافق مع المصالح الأساسية لشعبي البلدين”.
  • وصف ألبانيزي الاجتماع بأنه كان “إيجابيا وبنّاءً”.
  • سبق أن أثارت أستراليا حفيظة الصين عبر سعيها لإصدار تشريع ضد مساعي النفوذ خارج الحدود الوطنية، ومنع شركة “هواوي” من الحصول على عقودٍ لتطوير شبكة الجيل الخامس من الإنترنت.
  • كما دعت في وقت سابق لفتح تحقيق مستقل بشأن منشأ وباء كوفيد.

  خلافات وسط أزمة متصاعدة

قالت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية، إنه بينما يواجه العالم توترات جيوسياسية متصاعدة وتدهورا اقتصاديا، تطلع قمة قادة مجموعة العشرين بحثا عن حلولٍ لمجموعة من الأزمات العالمية، وفي ظل هذه الخلفية، اجتذب حضور الرئيس الصيني اهتماما واسعا، باعتبار ذلك عاملا حاسما في نجاح القمة وتهدئة التوترات.

بدورها، أوضحت كبيرة محللي الشؤون الصينية بمجموعة الأزمات الدولية، أماندا هسياو، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه “لا تزال هناك اختلافات كبيرة واضحة بين الصين والغرب، لا سيما فيما يتعلق بالصراع بين روسيا وأوكرانيا”.

وأضاف: “مع ذلك، كان من الإيجابي أن أعربت جميع البلدان عن قلقها الجماعي إزاء التحديات الوطنية الملحة في هذا الوقت، بما في ذلك أزمة الأمن الغذائي وتغير المناخ ودعم البلدان النامية، ومن المهم أيضا أن تتحدث الدول الأعضاء بصوت واحد معارضة لاستخدام الأسلحة النووية والتهديد باستخدامها”.

كان شي دعا كل الدول إلى “تبادل الاحترام والسعي لإيجاد القواسم المشتركة وترك الخلافات جانبا والتعايش بشكل سلمي، والدفع ببناء الاقتصاد العالمي المنفتح، وألا تقوم بإفقار الجار أو بناء الفناء الصغير المحاط بالجدران العالية أو تكوين الدوائر الضيقة المنغلقة والإقصائية”.

 تحوُّل في العلاقات

اعتبرت هسياو أن اجتماع شي وبايدن الذي انعقد على هامش مجموعة العشرين، مثّل تحولا إيجابيا في اللهجة، وأشار إلى أن الجانبين على استعداد لمناقشة طرق إدارة الخلافات في العلاقة حتى لا تتحول المنافسة إلى صراع، معتبرة ذلك “خطوة في الاتجاه الصحيح”.

اتفق مع ذلك الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، أيمن سمير، الذي قال في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، إن هناك تنافسا بين الولايات المتحدة والصين، وأراد بايدن أن تظل العلاقة مع بكين تدور في حدود المنافسة الشديدة ولا تنزلق إلى الصراع أو الحرب، كما أن الحفاظ على هذه المساحة هدف مشترك لكلا البلدين.

أشار سمير إلى أن قمة العشرين رسمت “الخطوط الحمراء” في علاقات الصين مع الولايات المتحدة والدول الغربية، خاصة فيما يتعلق بحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، وأزمة تايوان.

وأضاف: “الخطوط الحمراء تتجسد في عدم قيام الصين من وجهة النظر الأميركية بالتنمر على جيرانها واستخدام سياسة التخويف ضد جيرانها الآسيويين، خاصة في بحر الصين الجنوبي، حيث تختلف هناك على السيادة مع 6 دول، في نفس الوقت عدم التأكيد على سياسة الصين الواحدة وعدم إثارة القلاقل مع بكين”.