وسبق التجربة، أخرى يوم الخميس، أن أعلن الجيش الكوري الجنوبي، أن جارته الشمالية أطلقت “صاروخا باليستيا غير محدد” باتجاه بحر اليابان.
والتجربتان الجديدتان وهما أحدث عمليتي إطلاق، جاءتا بعد ساعات فقط من تحذير بيونغيانغ من “ردود عسكرية أعنف” على تعزيز الولايات المتحدة وجودها الأمني في المنطقة.
ويرى محللون أن كوريا الشمالية أصبحت أكثر جرأة بسبب احتمال إفلاتها من أي عقوبات دولية أخرى قد تُفرض عليها، بسبب الانقسامات في مجلس الأمن، وفق فرانس برس.
ردود فعل دولية غاضبة
وفي رد فعل غاضب، أجرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، يوم الخميس، مجموعة من التدريبات الجوية،ما يضع منطقة المحيط الهادئ على صفيح ساخن ويزيد من خطر اندلاع حرب نووية إن أخطأ أحد الأطراف في تقدير الموقف.
وأدانت كوريا الشمالية مرارا التدريبات ووصفتها بأنها “بروفة لغزوها”، ودليل على أن واشنطن وسيول تتخذان موقفا عدائيا لها.
كما عقدت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، يوم الجمعة، اجتماعا طارئا مع قادة اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا وكندا، حيث ندد القادة بتلك التجارب، مؤكدين أن بيونغيانغ تتصرف باستفزاز وتنتهك القرارات الدولية.
سر غضب كوريا الشمالية؟
وأجرت كوريا الشمالية هذا العام عددا قياسيا من اختبارات الصواريخ التي تحظرها قرارات مجلس الأمن بموجب العقوبات المفروضة على بيونغيانغ بسبب برنامجها الصاروخي والنووي.
وخلال بيان، يوم الخميس، كشفت وزيرة الخارجية بكوريا الشمالية تشوي سون هوي، عن سر غضب بيونغيانغ، وهو:
- القمة الثلاثية التي عقدت الأحد بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان انتقد خلالها زعماء تلك البلدان الإطلاق الصاروخي لبيونغ يانغ وتعهدوا بتعاون أمني أكبر بينهما.
- كوريا الشمالية تتهم واشنطن بتشكيل “حلف ناتو” جديد بمنطقة شبه الجزيرة الكورية.
- تدريبات “العاصفة اليقظة” التي أجرتها واشنطن وسيول في 31 أكتوبر واستمرت لمدة 13 يوما.
أبرز تجارب بيونغيانغ:
وخلال العالم الجاري أطلقت كوريا الشمالية ما يقرب من 80 صاروخًا في عداء متزايد للتدريبات العسكرية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ولإظهار قوتها أمام الصين وروسيا، وفق مراقبين.
كما أطلقت أكثر من 52 صاروخا قصير المدى وبعيد منذ 25 سبتمبر الماضي حتى الآن، ومن أبرز تلك التجارب:
- 4 أكتوبر.. صاروخ واحد فوق محافظة أوموري بشمال اليابان .
- 28 أكتوبر.. صاروخان باليستيان قصيري المدى فوق بحر اليابان.
- 2 نوفمبر .. 25 صاروخًا باليستيا عابرا للقارات وبينهما صاروخان تفوق سرعتها سرعة الصوت.
- 3 نوفمبر.. 3 صواريخ من طراز “هواسونغ -17” الباليستي العابر للقارات.
- 4 نوفمبر.. أرسلت 180 رحلة عسكرية قرب حدود جارتها الجنوبية بالتزامن مع تدريب” عاصفة اليقظة”.
- 5 نوفمبر.. 4 صواريخ باليستية قصيرة المدى في البحر الأصفر.
- 17 نوفمبر.. صاروخ باليستي غير محدد باتجاه بحر اليابان.
- 18 نوفمبر.. صاروخ عابر للقارات.
- تخطط لتجربة نووية في المستقبل القريب وستكون السابعة لها منذ 2017.
ما أنواع الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية؟
وتنوعت صواريخ كوريا الشمالية ما بين الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى إلى العابرة للقارات، كما ضمت التجارب أيضا صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت وما يمكنها السفر بخمس مرات أو أكثر من سرعة الصوت وأبرزها:
- صاروخ باليستي قصير المدى يسمى SRBM يصل لنحو 620 ميلا.
- صاروخ باليستي متوسط المدى يسمى IRBM بسرعة 1865-3420 ميلا.
- صاروخ باليستي عابر للقارات يسمى ICBM مدى يزيد عن 3500 ميل.
- صاروخ باليستي يطلق من الغواصات ويسمى SLBM ومداه 4600 ميل.
لماذا بدأت كوريا الشمالية بإطلاق الصواريخ؟
يقول بعض المحللين الغربيين إن كوريا الشمالية تستفيد من الصراع العالمي بما في ذلك الحرب الأوكرانية والعلاقة المضطربة بين الولايات المتحدة والصين، كما تريد:
- ممارسة ضغوط على الولايات المتحدة.
- تأمل في تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا.
- اختبار وتحسين تقنيتها الخاصة بالأسلحة.
- إرسال رسالة سياسية إلى العالم وفي الأصل واشنطن.
- إثارة إعجاب الشعب في الداخل وتعزيز الولاء للنظام الحاكم.
- تهيئة الأرض لاختبار سلاح نووي للمرة الأولى في خمس سنوات.
- شنّ هجوم محدود النطاق على كوريا الجنوبية.
ووفق كيم جونغ-داي، المستشارا السابق لوزارة الدفاع الكورية الجنوبية، فإن العالم يجب أن يقلق من المسار الذي تتخذه كوريا الشمالية، لافتاً إلى أنها باتت ترد بشكل انتقامي، ولديها قدر كبير من الجرأة والعدوانية غير مسبوق،مشيرا إلى أن “الوضع هذه المرة مختلف فكوريا الشمالية تتصرف باعتبارها دولة نووية”.
ويقول الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور لموقع “سكاي نيوز عربية” إن :”التدريبات الاستفزازية التي تجريها واشنطن وكوريا الجنوبية دفعت بيونغيانغ إلى اختبار صواريخ عابرة للقارات وبحوزتها ما يصل إلى اليابان، كما وضعت منطقة المحيط الهادئ على صفيح ساخن”، متوقعا أن تتصاعد الأمور إلى مواجهة عسكرية محدودة بين الطرفين قد تتسع إلى حرب نووية وهذا ما يخشاه الجميع”.
ومعلقا، يقول الخبير العسكري الأميركي بيتر أليكسي، إن الصواريخ التي تطلقها كوريا الشمالية تدعو إلى القلق، بينما يئن العالم بالفعل تحت وطأة الحرب الأوكرانية، أصبحت منطقة المحيط الهادئ على صفيح ساخن، وهو أمر قد تتصاعد معه الأمور وينذر بخطر اندلاع حرب نووية إن أخطأ أحد الأطراف تقدير الموقف.
ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه: “كوريا الشمالية تطور تكنولوجيا الصواريخ، وتطلقها في استعراض للقوة حتى تحولت لقوة معادية لجيرانها لا يمكن التغاضي عنه، كما لا يمكن تجاهل استخدامها من قبل الصين كأداة لاستفزاز واشنطن فضلا عن تعاونها السري مع روسيا في حربها ضد أوكرانيا والغرب، وهو ما يغضب أميركا”.