تبعات “الصاروخ الطائش” ترتد على كييف.. ماذا خسر زيلينسكي؟

2


وقال زيلينسكي في بيان للرئاسة الأوكرانية: “لا أعرف ماذا حدث. لا نعرف على وجه اليقين. العالم لا يعرف. لكنني متأكد من أنه صاروخ روسي ومتأكد كذلك من أننا أطلقنا النار من أنظمة للدفاع الجوي”.

وأضاف: “من المستحيل تأكيد أي شيء محدد اليوم. بعد التحقيق سيكون من الممكن استخلاص النتائج بشأن مصدر إطلاق النار”.

تصريحات كييف لاقت استهجانا من أوروبا قبل أن تنتقدها موسكو، حيث قالت الحكومة الهنغارية إن الرئيس الأوكراني أعطى “مثالا سيئا” بقوله إن الصاروخ كان روسيا.

وجاء التصريح الهنغاري المستاء من زيلينسكي، بينما كانت كييف تراهن على “واقعة الصاروخ”، لحشد المزيد من المواقف الدولية ضد موسكو.

مراوغة أوكرانية

اعتبر آصف ملحم، مدير مركز “JSM” للدراسات ومقره موسكو، التصرف الأوكراني في قضية الصاروخ بـ”المراوغ”.

وقال ملحم في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “الرئيس زيلينسكي تواصل مع الرئيس البولندي أندريه دودا، وقال إن الصواريخ روسية. بعض التسريبات تؤكد أن مكتب زيلينسكي علم بأن هذه الصواريخ أوكرانية فور وقوع الحادثة.

وأضاف: “حاول زيلينسكي إقناع الدول الغربية بأن الصواريخ التي سقطت هي صواريخ إس 300، وقد انطلقت من بيلاروسيا. إلا أن هذه الرواية غير مرجحة أيضا، لأن هذا النوع من الصواريخ لا يتمكن من الطيران لتلك المسافة”.

وتابع: “عملية رصد مسار هذه الصواريخ ومعرفة من أطلقها ليست صعبة، خاصة على الدول الغربية، لذلك لم تنطلِ حيلة زيلينسكي على أحد في أوروبا”.

أهداف أوكرانيا من الحادث

• زيادة الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا.

• شيطنة روسيا في المجتمع الغربي والترويج لفكرة أن روسيا دولة إرهابية.

• زيادة تأييد أوكرانيا في المجتمعات الأوروبية.

• التملص من البنود التي تم الاتفاق عليها (صيغة سوليفان)، مقابل انسحاب روسيا من خيرسون.

تبعات الصاروخ ترتد على زيلينسكي

– أوضح مدير مركز “JSM” للدراسات، أن هناك دلالات على خسارة زيلينسكي من تلك المناورة وارتداد تبعات هذه الحادثة على كييف.
– طلبت بعض الدول الغربية من زيلينسكي التوقف عن توجيه الإهانات لبولندا وهنغاريا والناتو، وإلا سينعكس ذلك على علاقة أوكرانيا مع الغرب.
– امتنعت الإدارة الأميركية عن الاستجابة لطلب الرئيس الأوكراني بإجراء محادثة هاتفية مع بايدن.
– تصاعد المزاج المعادي لأوكرانيا في المجتمع الغربي، لأن الرئيس الأوكراني وجه الإهانات والانتقادات المتكررة بحق بولندا، إلى درجة أنه اتهم الرئيس دودا بالكذب بشكل غير مباشر.

– حاولت “اللوبيات الحربية الغربية”، وهم بشكل أساسي يمثلون المؤسسة الصناعية العسكرية الغربية استثمار هذه الحادثة إعلاميا بهدف زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا، خاصة تقديم مضادات جوية متطورة وصواريخ بعيدة المدى، لأنه بدأ الحديث عن أن المضادات الجوية الأوكرانية قديمة ولا بد من تقديم منظومات حديثة لأوكرانيا.

تعامل حكيم من الغرب

تصرف دول الاتحاد الأوروبي عقلاني، هكذا وصف الأكاديمي الروسي في جامعة “الصداقة بين الشعوب” بموسكو ديميتري بريجع، رد الفعل الغربي تجاه “الصاروخ الطائش”، وأوضح أن أوروبا لا تريد التصعيد مع روسيا.

وأوضح بريجع: “لا أحد من قادة الاتحاد الأوروبي جاهز لمواجهة مباشرة مع روسيا كون أوروبا بدأت تعاني من أزمة اقتصادية بسبب العقوبات التي فرضت على روسيا، وفعليا أوروبا عانت من أزمة اقتصادية من عام 2014 بسبب العقوبات على روسيا”.

وأشار إلى أن “الرئيس البولندي أكد أنه لن يُسمح لممثلي أوكرانيا بالتحقيق في حادثة سقوط صاروخ في قرية برزيودوف، لكنهم سيكونون قادرين على التعرف على نتائجه. ومن الواضح من هذا التصريح أن بولندا لا تريد التصعيد وتريد إغلاق الموضوع في أسرع وقت لأنه قد تبين لها أن الاستهداف تقف خلفه أوكرانيا”.